Friday, March 07, 2008

ويبقى الوضع على ما هو عليه : )


جريح القلب والكرامه .. أهيم على وجهى ككلب بلا مأوى .. حراره الجو تبخر لذة المشى .. المقهى منقذ من ضجر الوحدة .. أجلس وأطلب القهوة وأرهف السمع .. أسمع وأهنأ بشئ من العزاء .. أنتم إذا شئت حزب وهمى لاشعار له إلا الرفض .. إن أضجرك الكلام فمد البصر الى الطريق .. راقب حركة الذاهبين والجائين .. حركة سريعه لا تتوقف ولا تنقطع .. وجوه مكفهرة ماذا وراءها ؟ الرجال والنساء والأطفال , حتى الحبالى لا يقرن فى بيوتهن .. كل يحمل مأساته أو مهزلته .. حوانيت الأثاث والبوتيكات مكتظة .. كم أمه تعيش جنباَ إلى جنب فى هذه الأمه ؟ أضواء الميدان قوية مثيرة للأعصاب , ومثيرة للأعصاب أيضاَ قوارير المياه المعدنية على موائد السياح .. ماذا نشرب نحن ؟! وأغرب الأغانى تنطلق من التاكسيات فى راديو المجاذيب .. لا يبقى على حاله التى كان عليها إلا الشجر والعمائر .. وتدوى خطبة من الراديو فى مكان ما فتنشر الأكاذيب فى الجو مع الغبار .. تعب .. تعب .. فلنعد الى الكلام .. خرابة صغيرة بمائة ألف .. الجرائم الأكاديمية فى الجامعة .. كم عدد اصحاب الملايين ؟ الأقارب والأصهار والطفيليون .. المهربون والقوادون والشيعة والسنة .. حكايات ولا ألف ليلة .. الجرسون عنده أيضاَ حكاية وعند ماسح الأحذية .. متى تبدأ المجاعة ؟ الرشوة عينى عينك بأعلى صوت .. الأستيلاء على الأراضى .. شيخ العصابة له أوراد .. والفتنة الطائفية من يوقظها ؟ مجلس الشعب كان مكان للرقص فأصبح مكان للغناء .. الأستيراد بدون تحويل عملة .. أنواع الجبن .. البنوك الجديدة بكم البيض اليوم ؟ والنقود فى ملاهى الهرم .. وفسخ الخطبة ! ماذا قال إمام الجامع على مسمع من جنود الأمن المركزى ؟ لا مرحاض عام فى الحى كله .. لم لا نؤجرها مفروشه ؟ ما هو إلا ممثل فاشل .. وضرب المفاعل العراقى ؟ صديقى بيجن .. صديقى كيسنجر .. الزى زى هتلر والفعل شارلى شابلن .. ويسود صمت شامل ريثما تذهب امرأة قادمة من الطريق إلى بيت دعارة وراء المقهى وتعقد مقارنة بين تضخم عجيزتها والتضخم المالى العام .. متفائل يؤكد أنها تشتغل لتجمع رسوم رسالة الدكتوراه وأن قلبها انقى من الذهب .. شاب شاذ يقترح الشذوذ كحل لآزمة الحب فى الطبقة ذات الدخل الثابت وأيضاَ لتحقيق الهدف من تنظيم الأسرة .. لاخلاص إلا بالخلاص من كامب ديفيد .. العودة إلى العرب والحرب .. حرب أبدية والويل لعملاء التطبيع .. كفى .. كفى .. فى الوقت متسع لقليل من التسكع !!
ا
رواية " يوم قتل الزعيم " 1985- لنجيب محفوظ

2 comments:

MarwaAshraf said...

نفسي الوضع يتغير قبل لما موت.. نفسي يتغير ولو بنسبة واحد في المية


عاجبني اسم المدونة جدا

تقبل مروري

راما

ihapoof said...

hi rama

thanx alot .. u welcome