Sunday, May 08, 2011

الثوره و مريض السرطان



كان حال البلاد ما قبل ثوره يناير أشبه بمريض السرطان الغير عالم بمرضه و لكنه يشعر بأن هناك شئ ليس على مايرام , هو يمارس جميع أنشطته اليوميه و لكن بكسل و تراخ و ألام فى أماكن متعدده من جسده , يعيش حياته و لكن بجوده أقل من المعتاد , كان يبدو أن البلد مستقره أمنياً و إقتصادياً و لكنها فى حقيقه الأمر كانت هشه و معتلّه إقتصادياً و صحياً و إجتماعياً و سياسياً (يمكنك الرجوع للإحصائيات العالميه لعدد السكان تحت خط الفقر و معدلات النمو و نسب التلوث و أعداد المصابين بأمراض الكبد و الكلى و سرطان الأطفال و حالات الأكتئاب و حوادث القتل و السرقه و التحرش و الأغتصاب و تراجع مكانه مصر الدوليه و الأقليميه فى فلسطين و الشرق الأوسط و الخليج و أفريقيا "دى بوروندى وقعت على إتفاقيه المياه يا راجل .. بوروندى ! ") كل هذا و لكن كان الحال ماشى

إلى أن جاء يوم 28 يناير و سقط النظام الأمنى الهش للدوله و علم أهل المريض (الشعب المصرى) بحقيقه مرضه و بأنه يعانى من السرطان و أن حياته مهدده بالخطر و أنه معرّض للموت و كان يجب إتخاّذ قرار حاسم بشأن المرض و هنا إنقسم أهل المريض إلى ثلاث طوائف


الثوار : و هم المجموعه التى كانت مع أن العمليه لازم تتعمل رغم خطورتها و يجب أن يتم إستئصال الورم نهائياً .. "مش هنمشى .. هو يمشى" ا

ا
ربات البيوت و البسطاء : و قد كانوا مع الرأى القائل بأن العلاج الكيماوى و الأشعاعى قد يعطى نتائج على المدى البعيد دون الحاجه لأجراء عمليه و عصفور فى اليد خير من 10 عل شجره " كده كويس .. و كلها 6 شهور و يمشى و المكاسب اللى حققناها مش بطاله و مهو غيرلكم الحكومه وعدّل الدستور أهو و بعض التهديدات و التحذيرات الأخرى" ا

ا
الموالين و فلول النظام : وهم المنتفعين و الطامعين فى الميراث وقد كانوا مع الرأى القائل بأن ده راجل كبير و ممكن يموت فيها لو عرف إن عنده سرطان إحنا مش هنقله خالص و إنشاء الله ربنا يشفيه .. ربنا كبير " ده بطل حرب أكتوبر .. ده راجل كبير و خدم البلد و زى بابا .. حرام عليكم أنتوا عايزين تخربوا البلد عشان 50 جنيه و وجبه كنتاكى و الكثير من الحديث عن الأجندات الأجنبيه و الأيدى الخفيه التى تعبث بأمن البلاد " ا

وتم بحمد الله إتخاذ القرار بأجراء عمليه الأستئصال (نزولاً على رغبه الثوار) و بتوفيق الله وغباء بقايا النظام الذين أخبروا المريض بحقيقه مرضه دون قصد عن جهل و غباء يحسدوا عليه


نحن الأن فى مرحله النقاهه و المتابعه الصحيه للمريض بعد إجراء العمليه .. من المنطقى تماماً ان يكون المريض فى حاله ضعف و هشاشه نتيجه لتوحش المرض و توغله فى جسده و من المنطقى تماماً أن يحتاج إكتمال شفائه إلى الكثير من الوقت و المجهود و الرعايه و تضافر الجهود لكى يستعيد صحته

ولكن ما ليس منطقى على الأطلاق هو موقف باقى أهالى المريض منه نتيجه لعدم أنصياعه لرأيهم فجموعه البسطاء و ربات البيوت يقومون الآن بمعايرته .. شايف و شك أصفر إزاى و صحتك عدمانه .. أدى أخره العمليات و اللى خدناه من العمليات .. مش كفايه خسرت صحتك لأ كمان صرفت كل اللى حيلتنا على العمليه !! " ما كانت البلد ماشيه و قالكم هيعدل الدستور عاجبكم حال البلد دلوقتى إنفلات أمنى و كل يوم مظاهره و السياحه إتضربت و الأقتصاد بينهار ؟!" ا

و على الجانب الأخر يقف باقى أهل المريض من المنتفعين و الراغبين فى موته طمعاً فى الميراث حاملين لافتات مكتوب عليها

!! " Cancer"إحنا أسفين يا ا

2 comments:

بنوتة من وسط البلد said...

هو ازاي البلوج سبووت لحد دلوقتي ما عملش لايك علي البوبستات :)
الثورة اخدت الكل في الرجلين

ihapoof said...

ياااااه تصدقى انا كنت تقريباً نسيت البلوج ده !! أول حاجه لفتت نظرى لما فتحته دلوقتى إنى كنت حاطط صوره إبراهيم عيسى .. الله يرحمه :)