Thursday, January 11, 2007

يوميات اتنين مخطوبين 12

الجـزء الثـاني عشر والأخيـر

قــال عمــر
:نسيتُ كل خلافي مع سارة وزعلي منها عندما رأيتها وهي متعبة محمرة العينين مرهقة كأنها لم تنم من سنين.. وهتفت بها في قلق كبير اول ما رأيتها: الف سلامة عليكي.. ان شا الله انا وانتى لأ
ردّت عليّ: بعد الشر عنك يا عمر انا الحمد لله بخير
همستُ بالكلمات فى صوت خفيض: اول ما عرفت انك تعبانة جيت جري.. خلي بالك من نفسك يا سارة انتى دلوقتي مش بتاعتك لوحدك.. لا بتاعتي انا كمان
سارة: ........!؟
أنا: انتي زعلانة مني ؟
سارة: ........!؟
أنا: خلاص بقى حقك عليّ.. انا فعلا اخدت الموضوع بعصبية شوية بس انا خايف عليكي مش اكترسارة: كان ممكن نتناقش فى الموضوع بهدوء ومن غير ما حد يفرض سيطرته ولا يحاول يلغي شخصية الطرف التاني
أنا: طيب لو قلت لك علشان خاطري فكري في موضوع الشغل ده تاني.. تقولي ايه ؟
سارة: أقول خاطرك غالي عليّ جدا.. واني بالاسلوب ده فعلا ممكن أفكر فى حل وسط.. مثلا اني بعد الزواج ادور على شغل مواعيده بدري عن كده.. في حضانة مثلاً.. علشان البيت والبيبي.. موافق ؟
أنا: موافق جدا.. و ح نسميه ايه ؟
سارة: مين ؟
أنا: البيبي؟
سارة: ........!؟
*************
قـالت ســارة
:الأيام تمر سريعة جدا لا أصدق ان مر على خطوبتنا 4 أشهر انا وعمر وخاصة عندما بدأنا في المأساة المسماة جهاز العروسة.. او الشوار زي ما فيه ناس بيسموه.. وكلا الاسمين اسم على مسمى فسموه جهاز لأنه بيجهز على كل طاقتك المادية والجسدية والمعنوية.. والشوار لأنك بتدخلي فى مشاورات وخناقات رهيبة بتنتهي غالباً بحروب
لا أدري لماذا كل هذه التعقيدات التى يضعونها فى طريق تجهيز عش الزوجية ؟!!.. وخاصة مستلزمات العروسة المسماة ظلماً وافتراءاً: الرفايع.. على اعتبار انها اشياء بسيطة لا تذكر من رفعها !!.. وهي فى الاصل تقايل مش رفايع
بجد العروسة مطلوب منها جبال من الأشياء التي اكاد أجزم ان ربعها فقط الذى يستخدم فى الواقع والباقي يرص فقط فى النيش والدواليب لزوم المنظرة فقط
الان فقط عرفت لماذا كان ابي وامي يصرّون ان أدّخر نصف مرتبي لجهازي
قال وانا كنت زعلانة.. ياريتهم ادخروه كله علشان المليون طلب اللي وراي
ا

*************

قـال عمــر
:يا بخت العروسة !!!.. ايه الظلم الرهيب اللى واقع على العريس ده ؟
مطلوب منه يشترى او يؤجر شقة ويجهزها على الاقل 3 غرف ده غير الأجهزة الكهربائية والفرح والشبكة... الخ الخ الخ.. ليه ده كله ؟
ما انا كنت سلطان زماني.. والعروسة تجيب شوية رفايع وتقول انها جهّزت؟.. والله حرامسارة رفضت رفض تام ان نسكن مع أبي وأمي وبصراحة معاها حق.. كيف نشعر انا وهي ان لنا مملكتنا المستقلة وعشّنا الدافيء
لكن الشقق الايجار الجديد ايجارها نااااااااااار والتمليك طبعا من عاشر المستحيلات
ربنا يستر ونلاقى شقة ايجارها معقول وتكون مناسبة
الحمد لله ان سارة ما وافقتش على ترك الشغل كان زماننا كل اول شهر وافقين على باب الحسين او السيدة
طبعا مفهوم بنعمل ايه

*************

قــالت ســارة
:
ايه لزوم ان الواحد يجيب من كل حاجة نسختين.. واحد للاستعمال والتانية منظرة ؟
يعنى طقم صيني للاستعمال وسرفيس ماركة غالية جداً يبقى محنط فى النيش؟!!.. ومعالق للاستعمال وأخرى فى حقيبة دبلوماسية براقة سعرها فلكي.. هددتني امى لو لمستها ستبلغ عني البوليس
وأغلب الظن ان الحاجات دى سأستعملها لما خطيب بنتي كمان 30 سنة ييجي يزورنا !!!.. ده غير الف طقم مثل طقم للشربات وطقم للتورتة واخر للكاكاو واخر للايس كريم واخر للخشاف.. مش عارفة خشاف ايه ده ؟
مش ممكن المنظرة دى كلها.. ويقولوا البنات بيعنّسوا ليه ؟
أكيد من قائمة المتفجرات التى تنفجر فى وجة اي اثنين بيفكروا مجرد تفكير فى الارتباط الحلال.. رغم ان امي أخبرتنى انها فى زواجها كانت لا تملك ايّاً من الاجهزة الكهربائية غير البوتجاز ومن عملها هي وابي احضروا الغسالة العادية ثم الثلاجة ولم يفكروا فى التليفزيون الا بعد سنين رغم انهما هما الاثنين من عائلات محترمة ولكن كانت النظرة للزواج عملية و بسيطة ولا وجة للمقارنات الفارغة بين اي بيت والاخر
وانا رأيي عندما يبني الاثنين عشهما سيكون من المستحيل ان يفرّطوا فيه ابدا.. لكن الان نرى حالات طلاق بعد شهور لأن العروسين وجدوا منزلا جاهز من كل شىء حتى التكييف والدش ولم يتعبوا فيه لحظة فلماذا يتحملوا كى يظل هذا المنزل قائماً ؟؟

*************

قــال عمــر
:
ياااااسلااااااام معارض الموبيليا فى مصر معمولة علشان العريس الّي فى الخمسين ربيعاً
الحجرة الواحدة المعقولة محتاجة انى اوفر مرتبي لمدة عشر شهور متواصلة على الأقل بدون اكل ولا شرب ولو امكن بدون ما أنام
لا حل اذن الا ان ننفذ الحجرات عند نجار شاطر.. وبالطبع ابي هو من سيدفع .. طيب ومن اهله لا يستطيعون مساعدته كيف يتزوج ؟.. وكيف يقي نفسه من الوقوع فى الخطأ وفي دائرة الحرام ؟
معادلة مستحيلة الحل وتزداد تعقيدا بطلبات الاهل المغالى فيها
ورغم انى مهندس وخريج احدى كليات القمة واعمل عشر ساعات يوميا ومع ذلك لا استطيع تزويج نفسى
واضح ان زماننا هذا ليس لنا

*************

قــالت ســارة
:لا يمكن اشتري مفرش للسرير ليوم الزفاف ب 700 ج من أجل يوم واحد الناس يتفرجوا عليه وخلاص يترمي
بجد ربنا يحاسبنا على هذا التبذير وح نُسأل عليه يوم القيامة
ولأول مرة انتصر فى معركتي مع امي وأصررت على عدم شراؤه واستبداله بمفرش بسيط جدا بمائة وخمسين جنيه فقط ولم استجب لتهديدات امى ان حماتي لن يفوتها هذا و..و..و
فلتقل ما تريد.. هذا منزلي انا وليس اي احد ولو تركت نفسى خائفة من تعليقات كل الناس لن أتزوج الا بعد ان ابلغ من العمر ارذله !!.. وبرضه لن أرضي أحد
قارنت بين مجلة نسائية قديمة اشتريتها من سور الازبكية يرجع تاريخها لاواخر الستينات زمن تحقيق الاحلام وبين مجلة حديثة نسائية برضه.. وجدت فى القديمة باب كامل اسمه المنزل السعيد وكله افكار عملية رائعة عن فرش المنزل وتجميله بأبسط التكاليف وكيفيه الاستغناء عن اشياء كثيرة لا لزوم لها.. وبجد الصور فى غاية الرقة والعملية والبساطة.. والمجلة الحديثة تتحدث عن الفورفورجيه في غرفة النوم وكيفية تلميع الباركية ومزايا التكييف السبليت عن الشباك في منزل العروسين
يبدو انهم يتحدثون عن عرائس من القمر وعرسان من المريخ

*************

يـوم الـزفـاف

وأخيراً جاء اليوم المنتظر
اليوم الذى تتوقف فيه عقارب الساعة وتبدأ دورة جديدة غامضة
اليوم الذى تصمت فيه الكلمات وتتحدث القلوب وتتوحد
اليوم الذى يشهد فيه الله وهو خير شاهداً على ارتباط شابين رباطاً وثيقاً وميثاقاً غليظاً كما أسماه القرآن
يوم الزفاف
كل ما كان محرماً يصبح حلالاً بكلمة الله
كل ما كان مجهولاً غامضاً يصبح سهل المنال
يوم تتغير وجوه الأحبة ونفارق وجوهاً عاشرناها سنوات طوال ونعشق وجوهاً أخرى ونسكن منازل جديدة غامضة لا نعرف ماذا ينتظرنا بها السعادة ام الشقاء
الفتاة التى طالما خجلت من وجود أخيها او ابيها معها فى منزلها تصبح زوجة وانثى مكتملة الانوثة لها رجل لا تخجل معه من شيء
تشاركه أفراحه
وأحزانه
وكلماته
وغضبه
وحنانه
ومشاعره
وتهدهده كطفلها البكر وتربت على كتفه اذا غضب ويلقي على صدرها كل همومه واسراره
ومع هذه الاسرار والاحلام ينمو البيت الصغير وتكبر جدرانه وتمتد جذوره فى ارض الواقع
ليصبح هذا البيت القلعة الحصينة التى يرفض الزوجان المساس بها من أي غريب.. ويصبح البيت الجديد احب مكان على الارض يأوي الحبيبين

أفكار كثيرة تدور اليوم فى عقل العروسين سارة وعمر بلا تفرقة اليوم لأنهما اصبحا كياناً واحداً

سارة جالسة تضيء جمالاً بفستانها الابيض الملائكي الذى يحمل كل اسرار العذارى وغموض الانثى ودلالها
وعمر المكتمل الأناقة فى بدلته السوداء والذي يشعر باكتمال رجولته لأنه اخيرا سيكتمل وجوده فى هذا العالم باقترانه بنصف روحه وانثى حياته سارة
وقلوب الجميع خاشعة من فرط السعادة والدعاء لله ان يكلل هذا الارتباط ببركته ورضاه سبحانه وتعالىواذان الجميع متعلقة بشفاة المأذون الذى يتلو آيات المودة والرحمة ويقول خطبة الزواج ويتوقف عند آية: واخذنا منكم ميثاقاً غليظاً.. ليوصي بها عمر ان الرجل يأخذ زوجته أميرة من منزل أهلها ويعقد معهم ميثاقاً غليظاً بألا يجعلها أسيرة فى منزله.. فلا ينسى هذا العهد ابدا ويوصيه بأخلاق الرسول مع زوجاته
ثم يوصي سارة ان تجعل زوجها قرّة عينها ووطنها الذي لا ترضى عنه بديلاً
وتلمع العيون سعادة وخشوعا عندما يعلن المأذون انهما الآن زوجين امام الله وامام العالم
وتبكي سارة فيقترب منها عمر ويلمس يدها لأول مرّة ويقبّلها ويوعدها الاّ تبكي ابداً مادام هو حياً على هذه الارض
فتبتسم وترتعش من لمسة يد زوجها الحبيب وتقول: فلنعقد الآن قراننا بنفسنا.. وتهمس له: زوّجتك نفسي على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الامام ابي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمّى بيننا
فيهمس لها: وأنا قبلت زواجك يا زوجتي وحبيبتي وسكني وداري وجنّتي... وقرّة قلبي

*************
تمـت بحمد الله

7 comments:

Utopian said...

تنهيده طويييييييييله :)

ماشي يا عم ايهاب
جريت ريقنا انت علي الفاضي :)

Basmalla said...

its really more zan fascinating..
bt im soo sad coz its finished..
so could u plz find another similar topic????
thanx alot..

Ayat said...

شوف بقى ... على قد ماهى جميلة ورقيقة و فيها جزء واقعى كبير جدا من حياتنا إلا ان اللى مش واقعى هو الابطال .. يعنى لو فيه ولد بالعقل ده .. و يقدر يقف قدام أهله اللى دافعينله فلوس شبكته و جهازه و يكون ليه رأى أصلاً و يعرف يوصل رأيه ده لأهله بهدوء و من غير مشاكل شنيعة تؤدى لبوظان الجوازة من الاصل .. البنت مش هتكون بالعقل ده .. ولا توافق على شبكة بكذا و لا عفش متفصل و لا حاجات قليلة .. اللى قصدى اقوله انه صعب جدا جدا يكاد يكون مستحيل ان الاتنين يكونوا عاقلين .. وان ااهلهم يهنوهم على عقلهم ده و يسيبوهم يعملوا اللى مقتنعين بيه ... و الله انا اعرف واحدة كتب كتابها باظ عشان اهلها و اهل العريس اتخانقوا على تمن الفستان يبقى على العريس ولا على العروسة!! طبعا كلها حاجات تافهة اصلا لكن بتحصل ... و عموما يااااااارب كل الولاد يبقوا عمر و كل البنات تبقى ساره ... قول آمين
:) تحياتى و فى انتظار بقية كتاباتك و كتابات اصدقائك الجميلة

ihapoof said...

hi utopian
ربنا يوفقك يا عم وتتجوز .. ماتقاطعش .. قول ان شاء الله ;)

ihapoof said...

hi mai

I will try to find similar topics for u .. (isa)

u welcome

ihapoof said...

hi me

انا معاكى فى أن الموضوع رومانسى شويه بس صدقينى .. فى ناس كتير عاقله وبتحاول تعيش فى ظروف أصعب من كده كمان .. المهم يبقى فى توافق وتفاهم بيين الطرفيين .. وبعد كده كله بيهون

اللى كتب كتابها باظ عشان اهلها و اهل العريس اتخانقوا على تمن الفستان يبقى على العريس ولا على العروسة
دول ناس بيهرجوا .. بيتلككوا لبعض

آمييييييييييين

علا من غزة said...



السلام عليكم

انا لقيت لينك المدونة في فيس بوك ودي اول مرة ازور مدونتك

قرأت ال 12 قصة ,, الاسلوب خلاني ابكي في حتت واضحك بأعلى صوت في حتت تانية

يعني خليت موضوع زواج الصالونات يبان حلو بكل التفاصيل والتنافضات الغريبة اللي اكيد بتحصل مع البنات والولاد في الحقيقة

انت خليتني افكر تاني في موضوع رفضي لجواز الصالونات :p

ده ممكن يكون حاجة جميلة واحنا مش فاهمين :p

ياريت بردو زي ماقالت me
ان يكون اد كدة في ناس زي عمر وناس زي سارة

يااااريت

تحياتي :)